لكل العرب

.

27 فبراير، 2012

لقاء في الطائرة ينتهي بالزواج ... !



تحولت الطائرات والأسفار بواسطتها إلى حياة موازية أخرى، فهناك من يصادفون صديق طفولة في رحلة جوية، وهناك من يلتقون برفيقة الدرب خلال رحلة.


.


زواج وانتقام في الجو


كان الجو مشمسا. قاد علي سيارته في اتجاه المطار، كي يستقل الطائرة متوجها إلى باريس في رحلة عمل ستدوم حوالي 10 أيام. جلس إلى جانبه شخص شرع، بمجرد إقلاع الطائرة، يذهب في كل مرة إلى الحمام: «لقد انزعجتُ منه صراحة»، يقول علي، الذي كان مقعده في الوسط بينما كان مقعد الشخص «المزعج» قرب النافذة. من كثرة ذهابه إلى الحمام، طلب منه علي أن يتبادلا مقعديهما، حتى يتمكن من الذهاب إلى الحمام بأريحية ومتى أراد: «أحب الجلوس قرب النافذة أثناء أسفاري». كان هذا جوابَ ذلك المسافر لعلي، الذي استشاط غضبا: «الصراحة، راني عييتْ منك.. غادي جاي»، قال علي لذلك الشخص. فاعتذر منه ليخبره أن سبب ذهابه المتكرر إلى الحمام هو أنه مصاب بمرض السكري. فبدآ يتبادلان أطراف الحديث حول هذا المرض وحول طريقة الإصابة بالمرض، فاكتشف علي أن الشخص الجالس قربه هو زميل سابق له في حجرات الدراسة. «كانت صدفة خيراً من ألف ميعاد»، يقول علي، قبل أن يردف: «كانت أخبار صديقي ذاك قد انقطعت عني بعد أن سافر إلى فرنسا من أجل مواصلة الدراسة، ومنذ ذلك الوقت لم أره». فاستطاع أن يجدد أواصر الصداقة مع صديق الطفولة بفضل تلك الرحلة، بعدما تبادلا أرقام الهواتف في ما بينهما وظلا منذ ذلك اللقاء على اتصال.


اختلاف في الآراء ينتهي في « العمارية»


استطاع علي إيجاد صديق العمر خلال إحدى رحلات العمل إلى فرنسا رغم قلة رحلاته إلى عاصمة الأنوار، لكن حظ مريم سيكون أفضل عندما ستلتقي برفيق دربها على متن الطائرة. كانت مريم على متن الطائرة المتجهة إلى العاصمة البريطانية من أجل قضاء عطلتها هناك: «كنت أستمتع بقراءة أحد المؤلفات العالمية، فإذا بالشخص الجالس قربي يبادر إلى الحديث معي»، تحكي مريم وهي تتذكر تفاصيل قصة زواجها. قطعت مريم قراءتها للكتاب، لتستمع إلى حديث ذلك المسافر، الذي أخذ يتحدث عن رأيه في المؤلف الذي تقرؤه وفي الكاتب اللاتيني عموما. من الكتاب إلى أزمة القراءة في المغرب، ظل المسافران يتقاسمان أطراف الحديث... دار بينهما نقاش محتدم وقتها، ولم يستطع أحدهما إقناع الآخر بوجهة نظره «إذا أحببْتِ أن نكمل الحديث، يمكننا احتساء كأس من القهوة معا»، قال ذلك الشاب لمريم بأدب، بعد اقتراب الطائرة من الوصول إلى مطار لندن. ترددت الشابة في البداية، لكنها قبلت في النهاية دعوة ذلك الشاب المغربي المقيم في بريطانيا. سجلت رقم هاتفه حتى تتصل به لتحديد موعد مناسب للقاء. وفعلا اتصلت به الشابة استجابة لدعوته بعد يومين من وصولها إلى لندن. وكان ذلك اللقاء فرصة مطولة لتبادل الأفكار، فتطور اللقاء إلى علاقة صداقة، انتهت بزواجهما.


«انتقام» من مدير العمل السابق


كان يونس متوجها إلى لندن من أجل بدء العمل في مدينة الضباب قبل حوالي سنتين. كانت تلك أول تجربة عمل يحصل عليها هذا الشاب خارج أرض الوظن. منذ أن أقلعت الطائرة وهو يفكر في كيفية اندماجه في المجتمع الإنجليزي ومدى قدرته على التأقلم مع نمط الحياة هناك. ستزول هذه التساؤلات والحيرة بمجرد نزول الطائرة فوق مدرج المطار: «لم أتخيل أني سألتقي بمديري السابق في العمل»، يحكي يونس وابتسامة تعلو محياه. أخذ المدير يحدق بنظراته في الشاب الذي دفعه إلى الاستقالة من عمله بسبب الضغط الذي كان يمارسه عليه، خاصة بعدما شاهد ممثلة إحدى أهم الشركات الإنجليزية تنتظر يونس في المطار، وهي تحمل لافتة كتب عليه اسمه: «ضحكتْ من قلبي لأني «انتقمتْ» مْنو ببرودة دم، حيتْ دُوّزها عليّ»، يضيف يونس.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites